على ثرى حماة

يؤرخ الكتاب لنشأة جماعة الطليعة، وعملها، ورجالاتها ومواقفهم، وأبرز المراحل التي مرت بها، ويغوص كاتبه في تفاصيل الأحداث التي ظلت خفية على الأمة عشرات السنين، ويكشف عما طوي ذكره عقودًا من الزمن بتوثيق نادر.

إن مما يعطي هذا الكتاب أهمية كبيرة أن كاتبه الأستاذ (جلال الدين الحموي)، شاهد على الأحداث، ناقل مباشر عن رجالاتها، بل هو من رجالاتها، عاش تلك المرحلة بتفاصيلها اليومية الدقيقة، فقد كان المندوب الخاص لقيادة الجماعة إلى قيادات فروعها ومكاتبها.كما أن هذا الكتاب يجيب على الأسئلة التي تدور حول تلك الجماعة وجهادها... ويجيب على الأسئلة الصعبة الحرجة حول من ارتكب الأخطاء الجسيمة التي تسببت بتراجع العمل بعد أن بلغ ذروته، وهزَّ أركان النظام وكاد أن يطيح برأسه، وكيف استطاع النظام أن يأخذ بزمام المبادرة ويقوم بالمجازر التي توجها بارتكابه مجزرة حماة. مما يستدعي قراءة مجردة لتلك التجربة الرائدة ومراجعة حقيقية بعيدًا عن التبريرات السمجة والاعتذارات الباردة. 

وفضلًا عن التوثيق لتلك المرحلة وتفاصيلها، فإن هذا الكتاب يفوح بعبير تلك الأرواح الطاهرة التي كانت طليعة بحق للتخلص من هذا النظام المجرم، ودافعًا لاستمرار جذوة الثورة حتى توجت بإسقاط نظام الأسد في فجر 8/ 12/ 2024، يأتي الكتاب على بعض سيرهم العطرة، حتى أن القارئ ليغمره شذى تلك النفوس الأبية كأزكى ما يجد المرء من عبير.