بداية المبتدي

لكتاب بداية المبتدي أهمية علمية كبيرة وأكاديمية عالية تكمن في أنه المرجع الأكبر في الفقه الحنفي، بل إنه يعد من أهمِّ المتون والمختصرات الشهيرة المعتمدة في الفقه ‏الحنفي كما أنه المرجع ‏الأكبر والأساسي في المذهب، بحكم ارتباطه الوثيقِ بأشهر كُتُب الحنفية ‏‏وأكثرِها تداولاً وانتشاراً، بل عليه اعتمادُ جُلِّ مَن جاء بعده، وهو كتابُ الهداية للإمام ‏المرغيناني نفسِه، إذ أنَّ ‏الهدايةُ هو شرحٌ لـ بداية ‏المبتدي، وهو لُبُّ الهداية وزُبدتها.‏ وقد جمعَ في هذا الكتاب العلمَ الغزيرَ في القولِ الوجيز، مع التحقيق في ‏أقوال أئمّة المذهب وتحريرها، والتدقيقِ ‏الفقهي والبحث، بعبارةٍ عاليةٍ وأسلوبٍ ‏رفيع، وقد حقَّق ذلك بجَمْعه بين الجامعِ الصغير، للإمام محمد بن الحسن، ‏ومختصرِ الإمام القُدُوري مع زيادات مهمّة. تم تحقيق نص الكتاب وإخراجه صحيحا كاملا على 8 نسخ خطية، أقدمها بتاريخ 633 هـ، أي بعد 40 سنة من وفاة المؤلف. أما المؤلف فهو علي بن أبي بكر المرغيناني، وهو عالم كبير من علماء الحنفية المجتهدين. كان محدثا ومفسرا وفقيها، وهو من طبقة ابن رشد في كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد في المذهب المالكي، ومن كتاب الغزالي الوجيز الذي أسس به الفقه الشافعي.