حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة

سما الإسلام بمكانة المرأة. وحماها من التبذل والفساد. فوضع لها نظاماً ينقذها من الهوى. تفرض عليها الحجاب الشرعي المحتشم الذي من شأنه أن يحوطها بسياج العفة والكرامة. ويحمي شخصيتها من التقليد الأعصىء ومن الذوبان في بوتقه الأجنبي. ويصونهاء من كل ما فيه فتنة للرجال. ولتعرضهم لها وإيذاؤهم إياها.

ولم يكتف الإسلام بإعطاء الأوامر فحسب؛ بل راح يقوي إيمان المرأة. وينمي شخصيتها. ويرسم لها الأهداف والغايات التي تسمو بنفسهاء وتكفل لها سعادة الدارين. فكانت تلك المرأة الأم؛ وبإتباعها التشريع الإسلامي المتعلق بأمور تلك المرأة القادرة على حمل عبء تربية جيل مؤمن مجاهد كان له فضل إنشاء الحضارة الإسلامية التي لا تزال إلى اليوم موضع إعجاب العالم.

من هناء تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يأتي بمثابة رسالة لطيفة, وبحوث مفيدة جمعها المؤلف لبيان اللباس الذي يجب على المرأة المسلمة أن تدثر به إذا خرجت من دارها والشروط الواجب تحققها فيه حتى يكون لباساً إسلامياً. مستنداً في ذلك على الكتاب والسئة. ومسترشداً بما ورد فيه من الآثار والأقوال عن الصحابة والأئمة.

هذا وقد تم ترتيب مواضيع الكتاب بما يتناسب والشروط الثمانية الواجب تحقيقها حتى يكون الحجاب لباساً إسلامياً. وجاء على التوالي:

الشرط الأول: استيعاب جميع البدن إلا ما استثني؛ إلى ما جاء في ذلك في الكتاب والسنة والأثر وما جاء عند بعض الأئمة والعلماء أيضاً.

الشرط الثاني" أن لا يكون الثوب زينة في نفسه (حديث "ثلاثة لا تسأل عنهم"... وتفسير التبرج. وحديث في مبايعة صلى الله عليه وسلم أميمة على ألا تتبرج»

الشرط الثالث: أن يكون صفيقاً لا يشف (حديث النساء الكاسيات العاريات؛ تفسير "القبطية من الثياب...)

الشرط الرابع: أن يكون فضفاضاً غير ضيق يصف... (ليس الصفيق من الثياب واجب»

والرد على من قال أنه مستحب..).

الشرط الخامس: أن لا يكون مبخراً مطيباً (أربعة أحاديث في نهي المرأة عن التعطر إذا خرجت..)

الشرط السادس: أن لا يشبه لباس الرجال (خمسة أحاديث في نهي النساء عن التشبه بالرجال..)»

الشرط السابع: أن لا يشبه لباس الكافرات.

(مخالفة الكفار قاعدة عظيمة, وذكر الأدلة التي تشهد لها من الكتاب والسئة, وأقوال الأئمة. وهو بحث هام). الشرط الثامن: أن لا يكون

الثوب لباس شهرة (حديث من لبس ثوب شهرة في الدنيا... حديث كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...".