
"إن من أكثر سجالات الفكر الشرعي على مرّ القرون الإسلامية شيوعاً وتشعُّباً وطولاً: مسائل الاحتجاج بالأخبار؛ لأنها متعلّقة بالمصدر الثاني من مصادر التشريع، وهو السنة النبويّة المشرّفة. وعلى كثرة ما كُتب في علوم السنة من مصنفات مفردة وأبواب وفصول ومباحث، فهي علمٌ قائمٌ بذاته من العلوم الإسلامية السامية، إلا أن مجال البحث والتنقيب عن أسرار علومها ما زال قائماً. ومن المسائل المتعلّقة بالأخبار والتي شغلت المنهج الحديثي والفكر الأصولي والبحث الكلامي قضايا القطعي والظني في السنة النبوية، وأقسام السنة باعتبارهما، وطريقة تمييز الخبر بأحدهما عن الآخر. بل لقد كانت هذه المسألة مثار معارك علمية، أثّرت (وما زالت تؤثر) في الساحة الشرعية أعظم الأثر وأعمقه. ولذلك أحببت أن أسهم بدراسة جانب من جوانب هذا الموضوع، بتسليط الضوء على مواقف الاتفاق والافتراق بين منهج الإمام أبي الحسن الأشعري ومنهج المحدّثين في التفريق بين اليقيني والظني من الأخبار وفي منهجهم في الاحتجاج بهما فهل بين منهجيهم في موضوع اليقيني والظني من الأخبار مواطن اتفاق وافتراق؟ هذا ما حرصت على استخلاصه، نائياً بالبحث عن النتائج الحاضرة بسبب الإلف العلمي، راغباً في درس مشكلته لمعرفة شيء من أصول تلك السجالات العلمية، وهل كان أبو الحسن الأشعري نقطة تحوّلٍ فيها؟ أم كان امتداداً لمنهج المحدثين من قبله؟".
مواصفات الكتاب: | |
عدد الأجزاء | واحد |
عدد الصفحات | 180 |
حجم الكتاب | 17 (X) 24 |
نوع الغلاف | أمريكي |
نوع الورق | أبيض |
- Stock: In Stock
- Model: A7